الزواج و مشروعيته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
كما تعلمون فإن الله خلق آدم عليه الصلاة والسلام من تراب , خلقه بيده سبحانه فكرمه وأسجد له ملائكته ثم خلق منه زوجه حواء عليها السلام , قال تعالى مبيناً ذلك :
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً و اتقوا اللهَ الذي تساءلون به والأرحامَ إن اللهَ كان عليكم رقيباً ) آية 1 النساء , فهذا هو أصل الخلق والإنتشار .
وقد امتن اللهُ عز و جل على عباده بنعمة الأزواج فقال سبحانه : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يشكرون ) 21 الروم .
وقد بين الله سبحانه أن الزواج سنة الأنبياء والمرسلين فقال عز من قائل : ( ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية )38 الرعد .
والزواج من أسباب الغنى قال تعالى : ( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم اللهُ من فضله واللهُ واسع عليم ) 33 النور , والآيات في هذا كثيرة , أما الأحاديث فكثيرة أيضاً نذكر منها ما يلي :
1- عن عبد الله بن مسعود عن رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قال : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج , ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) . مختصر مسلم 794
2- عن معقل بن يسار قال : جاء رجل إلى النبي صلى اللهُ عليه وسلم فقال : إني أصبتُ إمرأة ذات حسب وجمال , وإنها لا تلد , أفأتزوجها ؟ قال : (( لا )) ثم أتاه الثانية , فنهاه , ثم أتاه الثالثة , فقال : (( تزوجوا الودود الولود , فإني مكاثر بكم الأمم )) 2050 صحيح أبي داود , و 3026صحيح النسائي , 2940صحيح الجامع .
3- عن عبد الله بن عمر أن رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قال : [ الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ] . مختصر مسلم 797
4- ومن حديث أبي هريرة , وعبد الله بن سلام أن رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قال : [ خير النساء من تسرك إذا أبصرت , وتطيعك إذا أمرت , وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك ] . الصحيحة1838 , وصحيح الجامع 3299 .
5- عن أبي أذينة الصدفي أن رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم قال : ( خير نسائكم الودود الولود المواتية المواسية , إذا اتقين الله , وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات , وهن المنافقات , لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم ) الصحيحة 1849
6- عن عقبة بن عامر عن رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم أنه قال : ( خير النكاح أيسره ) الصحيحة 1842 .
وفي رواية عن عقبة بن عامر أيضاً أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال لرجل : ( أترضى أن أزوجك فلانة ؟) قال : نعم , وفال للمرأة : ( أترضين أن أزوجكِ فلاناً ؟ ) قالت : نعم , فزوج أحدهما صاحبه , ولم يفرض لها صداقاً , ولم يعطها شيئاً , وكان ممن شهد الحديبية , وكان من شهد الحديبية له سهم بخيبر , فلما حضرته الوفاة قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجني فلانة , ولم أفرض لها صداقاً ولم أعطها شيئاً , وإني أشهدكم أني أعطيتها صداقاً سهمي بخيبر , فأخذت سهماً فباعته بمائة ألف , قال : وقال رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم : ( خير الصداق أيسره ) . إرواء الغليل 1924 وقال : صحيح .
7- عن أبي هريرة عن رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم أنه قال : [ ثلاثة حق على اللهِ تعالى عونهم : المجاهد في سبيل الله , والمكاتَب الذي يريد الأداء , والناكح الذي يريد العفاف ] صحيح الجامع 3050
8- عن عائشة أن رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قال : (( إن من يمن المرأة تيسير خطبتها , وتيسير صَداقها , وتيسير رحمها )) صحيح الجامع 2235 .
9- عن أبي هريرة عن رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم قال : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها , فاظفر بذات الدين تربت يداك ) متفق عليه .
10-عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه , إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) الصحيحة 1022 , صحيح الجامع 270

واللهُ أعلم .

 

 

Facebooktwittermail

واعظ الصيف

 يروى أن عمر بن عبد العزبز , الخليفة الزاهد – رحمه اللهُ تعالى – رأى قوماً في جنازة قد هربوا من الشمس إلى الظل و توقوا الغبار , فأبكاه حالُ الإنسانٍ يألف النعيمَ والبهجةَ حتى إذا وُسد قبرَه فارقهما إلى التراب و الوحشة , فأنشأ يقول :

من كان حين تُصيبُ الشمسُ جبهته    أو الغـبـارُ يـخـافُ الشَـيـنَ والشَعـثـا
ويألـفُ الـظـلَّ كــي تبـقـى بشاشـتـه    فسـوفَ يسكـنُ يـومًـا راغـمًـا جـدثًـا
فــي ظــل مَقْـفَـرَةٍ غـبــراءَ مظـلـمـةٍ    يُطيلُ تحـت الثـرى فـي غمهـا اللبثـا
تـجـهــزي بـجَـهَــازٍ تـبـلُـغـيـن بـــــه    يانفس قبل الردى لـم تخلقـي عبثـا

أسأل الله أن يحسن خاتمتنا وأن ينفعني و إياكم بهذه الموعظة

أعدها – تذكيراً لنفسه وإخوانه – أخوكم في الله تعالى / أبوبكر

 

Facebooktwittermail