واعظ الصيف

 يروى أن عمر بن عبد العزبز , الخليفة الزاهد – رحمه اللهُ تعالى – رأى قوماً في جنازة قد هربوا من الشمس إلى الظل و توقوا الغبار , فأبكاه حالُ الإنسانٍ يألف النعيمَ والبهجةَ حتى إذا وُسد قبرَه فارقهما إلى التراب و الوحشة , فأنشأ يقول :

من كان حين تُصيبُ الشمسُ جبهته    أو الغـبـارُ يـخـافُ الشَـيـنَ والشَعـثـا
ويألـفُ الـظـلَّ كــي تبـقـى بشاشـتـه    فسـوفَ يسكـنُ يـومًـا راغـمًـا جـدثًـا
فــي ظــل مَقْـفَـرَةٍ غـبــراءَ مظـلـمـةٍ    يُطيلُ تحـت الثـرى فـي غمهـا اللبثـا
تـجـهــزي بـجَـهَــازٍ تـبـلُـغـيـن بـــــه    يانفس قبل الردى لـم تخلقـي عبثـا

أسأل الله أن يحسن خاتمتنا وأن ينفعني و إياكم بهذه الموعظة

أعدها – تذكيراً لنفسه وإخوانه – أخوكم في الله تعالى / أبوبكر

 

Facebooktwittermail
892 مشاهدة