السعي الحثيث لبيان ما لم يصح من مشتهر الحديث(24)

( قصة علقمة وعقوقه لأمه ) غير صحيحة :

من القصص المشهورة جداً وربما ذكرها بعض الخطباء والوعاظ ( قصة علقمة وعدم نطقه بالشهادتين بسبب عقوقه لأمه ) وهذه القصة غير صحيحة ولها عدة روايات بعضها ليس فيها ذكر (علقمة) وإليكم إحدى رواياتها :

[ حكى أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم شاب يسمى علقمة ، كان كثير الاجتهاد في طاعة الله ، في الصلاة والصوم والصدقة ، فمرض واشتد مرضه ، فأرسلت امرأته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن زوجي علقمة في النزاع فأردت أن أعلمك يا رسول الله بحاله .

فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم : عماراً وصهيباً وبلالاً وقال: امضوا إليه ولقنوه الشهادة ، فمضوا إليه ودخلوا عليه فوجدوه في النزع الأخير، فجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله ، ولسانه لا ينطق بها ، فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرونه أنه لا ينطق لسانه بالشهادة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل من أبويه من أحد حيّ ؟ قيل : يا رسول الله أم كبيرة السن فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال للرسول : قل لها إن قدرت على المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلاّ فقري في المنزل حتى يأتيك . قال : فجاء إليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : نفسي لنفسه فداء أنا أحق بإتيانه . فتوكأت ، وقامت على عصا ، وأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلَّمت فردَّ عليها السلام وقال: يا أم علقمة أصدقيني وإن كذبتيني جاء الوحي من الله تعالى : كيف كان حال ولدك علقمة ؟ قالت : يا رسول الله كثير الصلاة كثير الصيام كثير الصدقة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما حالك ؟ قالت :يا رسول الله أنا عليه ساخطة ، قال ولم ؟ قالت : يا رسول الله كان يؤثر علىَّ زوجته ، ويعصيني ، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة ثم قال: يا بلال إنطلق واجمع لي حطباً كثيراً ، قالت: يا رسول الله وما تصنع؟ قال : أحرقه بالنار بين يديك . قالت : يا رسول الله ولدى لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي . قال يا أم علقمة عذاب الله أشد وأبقى ، فإن سرك أن يغفر الله له فارضي عنه ، فو الذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصيامه ولا بصدقته ما دمت عليه ساخطة ، فقالت : يا رسول الله إني أشهد الله تعالى وملائكته ومن حضرني من المسلمين أني قد رضيت عن ولدي علقمة . فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : انطلق يا بلال إليه انظر هل يستطيع أن يقول لا إله إلا الله أم لا ؟ فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء مني ، فانطلق بلال فسمع علقمة من داخل الدار يقول لا إله إلا الله . فدخل بلال وقال : يا هؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة وإن رضاها أطلق لسانه ، ثم مات علقمة من يومه ، فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بغسله وكفنه ثم صلى عليه ، وحضر دفنه . ثم قال: على شفير قبره ( يا معشر المهاجرين والأنصار من فضَّل زوجته على أمُّه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسن إليها ويطلب رضاها . فرضى الله في رضاها وسخط الله في سخطها ) ]

هذه القصة ضعفها الشيخ الإمام العلامة الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب برقم 1487 وقال : ضعيف جداً , و الشيخ المحقق /عبد العزيز بن محمد السدحان في كتابه [ كتب , أخبار , رجال , أحاديث تحت المجهر ] الجزء الثاني صفحة 40 وقال : وهذا الخبر لا يصح ……الخ

 وكذلك الشيخ المحدث أبوعبيدة مشهور بن حسن آل سلمان في كتابه [ قصص لا تثبت ] الجزء الثالث صفحة 19 إلى صفحة 39 ثم قال : هذه القصة لم تثبت , ولا بوجد لها إسناد صحيح ……الخ .

Facebooktwittermail
915 مشاهدة