من أحاديث الكرم والنعم

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعبن … أما بعد : أخترت لكم حديثا من سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ىمع أصحابه فيه من العبر والعظات والفوائد الكثير : 1. عن أبي هريرة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم أو ليلة . فإذا هو بأبي بكر وعمر . فقال صلى الله عليه وآله وسلم :( ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة ؟ ) قالا : الجوع . يا رسول الله ! قال صلى الله عليه وآله وسلم :( وأنا . والذي نفسي بيده ! لأخرجني الذي أخرجكما . قوموا ) فقاموا معه . فأتى رجلا من الأنصار . فإذا هو ليس في بيته . فلما رأته المرأة قالت : مرحبا ! وأهلا ! فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :( أين فلان ؟ ) قالت : ذهب يستعذب لنا من الماء . إذ جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصاحبيه . ثم قال : الحمد لله . ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني . قال : فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب . فقال : كلوا من هذه . وأخذ المُدية . فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :( إياك ! والحلوب ) فذبح لهم . فأكلوا من الشاة . ومن ذلك العذق . وشربوا . فلما أن شبعوا ورووا ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر وعمر ( والذي نفسي بيده ! لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة . أخرجكم من بيوتكم الجوع . ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم ) . (1) وفي رواية أخرى فيها ذكر اسم الصحابي 2. عن أبي هريرة قال :[ خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد ، فأتاه أبو بكر فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (ما جاء بك يا أبا بكر ؟) قال : خرجت ألقى رسول الله وأنظر في وجهه ، والتسليم عليه . فلم يلبث أن جاء عمر ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : (ما جاء بك يا عمر ؟) قال : الجوع يا رسول الله ! قال صلى الله عليه وآله وسلم : (وأنا قد وجدت بعض ذلك) . فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري ، وكان رجلا كثير النخل والشاء ، ولم يكن له خدم ، فلم يجدوه ، فقالوا لامرأته : أين صاحبك ؟ فقالت : انطلق يستعذب لنا الماء . فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة يزعبها فوضعها ، ثم جاء يلتزم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويفديه بأبيه وأمه ، ثم انطلق بهم إلى حديقته ، فبسط لهم بساطا ، ثم انطلق إلى نخله ، فجاء بقنو فوضعه ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (أفلا تنقيت لنا من رطبه ؟) فقال : يا رسول الله إني أردت أن تختاروا أو تخيروا من رطبه وبسره فأكلوا وشربوا من ذلك الماء ، فقال : (هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة ؛ ظل بارد ، ورطب طيب ، وماء بارد ). فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاما ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (لا تذبحن لنا ذات در) . فذبح لهم عناقا أو جديا ، فأتاهم بها ، فأكلوا ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : (هل لك خادم ؟) قال : لا . قال :( فإذا أتانا سبي فأتنا ). فأتى برأسين ليس معهما ثالث . فأتاه أبو الهيثم ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :( اختر منهما ). فقال : يا رسول الله ! اختر لي . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن المستشار مؤتمن ، خذ هذا ، فإني رأيته يصلي ، واستوص به معروفا ). فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته ، فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقالت امرأته : ما أنت ببالغ حق ما قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا بأن تعتقه ، قال : فهو عتيق ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن الله لم يبعث نبيا ولا خليفة إلا وله بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر ، وبطانة لا تألوه خبالا ، ومن يوق بطانة السوء فقد وقي )(2)        أعده وكتبه أخوكم : سويلم بن متروك بن غنيم
ــــــــــــــــــــ

• التعاريف كما في مختصر الشمائل المحمدية ص 79- 81 : أبوالهيثم : اسمه مالك بن التيهان يزعبها : أي يتدافع بها لثقلها يلتزم : أي يعانق القنو : عنقود البلح البسر :ثمر النخل قبل أن يرطب, والبسرة واحدة البسر البطانة : خاصة الرجل الذي يبطنون أمره ويخصهم بمزيد التقريب, ويسمى به الواحد والجمع لا تألوا خبالا : أي لا تقصر في إفساده والخبال الفساد, و( الألو ) : التقصير وقي : أي حفظ . (1) رواه مسلم 2038وهو في مختصر مسلم برقم 1306 وهوفي صحيح ابن ماجه2593وعنده بلفظ : الشفرة بدل المُدية ومعناهما واحد وهو السكين والعذق هو الغصن من النخل قال الشيخ الألباني في صحيح ابن ماجه : الحلوب : ذات اللبن (2) الشمائل المحمدية 113 وصحيح الترمذي 2369 وبعض ألفاظه في : الصحيحة 1641والأدب المفرد256وأبوداود5128وابن ماجه وعند البخاري والنسائي بزيادة( …فالمعصوم من عصم الله )

 

Facebooktwittermail
776 مشاهدة