المختصر في سيرة سيد البشر صلى الله عليه و سلم

مختصر السيرة الذهبية لسيد البشرية صلى اللهُ عليه وآله وسلم

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أمــا بـــعــــد :
   فهذه جملة مختصرة من سيرة سيد البشر محمد بن عبد الله صلى اللهُ عليه وآله وسلم (1), وقد اقتصرتُ فيها على ما ثبت من سيرته عليه الصلاة والسلام معتمداً على الله وحده ثم على كلام أهل العلم قديماً وحديثاً

            

 ذكر نسبه الشريف عليه الصلاة والسلام
فهو أبو القاسم , وأبو إبراهيم , محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ……..وهذا النسب متفق عليه , وعدنان من ولد اسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن عليهما الصلاة والسلام والاختلاف إنما حصل فيما بعد عدنان, واختلف كم بين عدنان واسماعيل من أب . وما بعد إبراهيم إلى آدم عليهما الصلاة والسلام فلا شك أن فيه اختلافاً كثيراً .

            شرف نسبه , وأصل معدنه صلوات ربي وسلامه عليه
قال صلى اللهُ عليه وسلم :
( خرجتُ من نكاح , ولم أخرج من سفاح , من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي , لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء . )(2) .
ويقول صلى اللهُ عليه وسلم : ( بعثتُ من خير قرون بني آدم قرناً فقرناً حتى بعثتُ من القرن الذي كنتُ فيه ) (3)
وقال صلى اللهُ عليه وسلم : (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل , واصطفى قريشاً* من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم , واصطفاني من بني هاشم )(4) .
إلى غير ذلك من الأحاديث .

 أسماؤه الشريفة صلى الله عليه وسلم

محمد , و أحمد , و الماحي الذي يُمحى به الكفر , والعاقب الذي ما بعده نبي , و الحاشر الذي يُحشر الناسُ على قدمه أي على أثره , و المُقفِّي , و نبي الرحمة , ونبي التوبة , ونبي الملحمة(ونبي الملاحم) أي الحرب , و خاتم النبيين , وعبدالله . وفي ذلك أحاديث صحيحة .
وأما في القرآن فقد جاءت تسميته : رسول , نبي , أُمِّيّ , شاهد , بشير , مبشر , نذير , وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً , رؤوف رحيم , مُذكِّر , هادي , رحمة للعالمين  , شهيد  , المُزمل , المُدثر… إلى غير ذلك ’ وبعض هذه الأسماء المذكورة هي صفات للنبي عليه الصلاة والسلام .

 

        مولده عليه الصلاة والسلام

ولد صلوات الله وسلامه عليه بمكة يوم الإثنين فقد سئل عن صوم يوم الإثنين فقال : ( ذاك يوم ولدتُ فيه , ويوم بعثت [ أو أنزل علي فيه ])(5) عام الفيل , في اليوم الثامن من ربيع الأول واعتمده أصحاب التاريخ أو في اليوم الثاني عشر منه كما عند الجمهور , وقد حصل خلاف حول ذلك .

      أمه صلى الله عليه وسلم
هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف ., توفيت بالأبواء بين مكة والمدينة وهو ابن أربع سنين , وتوفي والده وهو حمل في بطن أمه على الراجح ,

     البشارة بولادته ودلالات نبوته عليه الصلاة والسلام

وقد بشر بولادته عيسى عليه السلام قبل ولادته فقد قال تعالى : ( وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين ) (6) وجاء عن رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم أنه قال : ( أنا دعوة أبي إبراهيم , وبشرى عيسى عليهما السلام  , ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام  …) (7) وكذلك بشر به اليهود كما جاء عن حسان بن ثابت وزيد بن عمرو بن نفيل – رضي اللهُ عنهما -وهذا يدل على نبوته عليه الصلاة والسلام وعلى أن اليهود على علم بذلك ولكنهم جحدوا وأنكروا , قال تعالى : ( فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة اللهِ على الكافرين ) (8)

    

رضاعه صلى اللهُ عليه وسلم

أرضعته عليه الصلاة والسلام ( ثويبة) و كانت مولاة لأبي لهب فأعتقها  , وفي بني سعد أرضعته ( حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية ) فقد قال صلى اللهُ عليه وسلم : ( …. واسترضعتُ في بني سعد بن بكر..) (9).

والمقصود أن بركته عليه الصلاة والسلام حلت على حليمة وأهلها وهو صغير ثم عادت على هوازن – بكاملهم – فواضله حين أسرهم  في وقعة (حُنين)(10) فمتوا إليه(11) برضاعه فاعتقهم , وأحسن إليهم وأطلق لهم الذرية وكانت ستة آلاف ما بين صبي وامرأة , وأعطاهم أنعاماً وأناسي كثيراً .

 

     حادثة شق الصدر له صلوات الله وسلامه عليه

وفي أثناء مكث النبي صلى اللهُ عليه وسلم في بادية سعد جهة الطائف عند مرضعته (حليمة) وقعت له معجزة عظيمة , وله أربع أو خمس سنوات فعن أنس أن جبريل عليه السلام أتى النبيَ صلى اللهُ عليه وسلم وهو يلعب مع الغلمان , فأخذه فصرعه , فشق عن قلبه , فاستخرج القلب , فاستخرج منه علقة فقال : هذا حظ الشيطان منك , ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه , فجاء الغلمان يسعون إلى أمه (مرضعته) فقالوا: إن محمداً فد قتل , فاستقبلوه وهو منتقع (متغير اللون) . قال أنس :وقد كنتُ أرى أثر ذلك المخيط في صدره .(12) ثم بعد ذلك أرجعته حليمة إلى أمه خوفاً عليه وأخبرتها الخبر فلم يرعها (أي يفزعها),وقالت:إني رأيت خرج مني نور أضاءت منه قصور الشام (13). وقد تكررت له حادثة شق الصدر مرة أخرى وعمره خمسين سنة تقريباً , ففي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم أتاه آتٍ من ربه عند البيت معه طست من ذهب مملوءة إيماناً وحكمة , فشق من النحر إلى مراقِّ البطن , ثم غسل البطن والقلب بماء زمزم , وملئ حكمة وإيماناً , وأُعيد القلب مكانه……..ثم ذكر قصة الإسراء والمعراج(14)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخذت جلها من كتاب (مختصر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه العشرة ) للإمام الحافظ / عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي , تحقيق وتعليق الشيخ خالد بن عبد الرحمن الشايع ومن كتاب ( صحيح السيرة النبوية) للألباني
(2)صحيح الجامع ,3225 وصحيح السيرة ص10
(3)البخاري ( الصحيحة 809 )
(4)مسلم ( الصحيحة 302 )
(5)مسلم في كتاب الصيام( مختصر مسلم 624 )
(6الصف 6
(7)الصحيحة 1545 , 1546
(8)البقرة 89
(9)الصحيحة 1545
(10)وتسمى وقعة هوازن بعد فتح مكة بشهر.
(11)توسلوا إليه و قام خطيبهم و شاعرهم زهير بن صرد أو زهير بن جرول(أبو صرد)
(12)مسلم
(13)الصحيحة 373
(14)البخاري ومسلم
Facebooktwittermail
470 مشاهدة