حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ( اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا ) حدبث ضعيف على شهرته الكبيرة فقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في عدة مواضع من كتبه فقال في السلسلة الصحيحة المجلد السادس القسم الأول ص 602: ( باطل ) ونقل عن الطحاوي أنه قال : (لا أصل له) .
وذكره في السلسلة الضعيفة رقم4217 وقال :( ضعيف جدا ) ورقم 5600 وقال : (منكر بهذا التمام) و في ضعيف الجامع رقم 4461 وقال : (ضعيف جدا) .
وضعفه الشيخ العلامة الفوزان على موقعه الرسمي وفي مقطع صوتي ونقل تضعيفه صاحب موقع الدرر السنية عن جمع من المحدثين وهم : الطحاوي وابن عدي والزيلعي والهيثمي والألباني ونقل تحسينه عن ابن الأثير في ( شرح مسند الشافعي ) وابن حجر العسقلاني في (تخريج مشكاة المصابيح )و(لفتوحات الربانية) ثم نقل تضعيفه عنه في (الكافي الشاف)
و هذا الحديث لم يثبت من جهة السند وكذلك من جهة المتن فهو يفرق بين الريح والرياح و أن الريح للعذاب والرياح للرحمة وهذا ليس صحيحا على الإطلاق وقد جاء في القرآن والسنة ما يخالف ذلك , فقد وصفت الريح بأنها طيبة في قول الله تعالى : {وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ }(1) ,وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الريح تأتي بالرحمة و تأتي بالعذاب فقال : ( الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب ) (2) والله أعلم.
و يغني عن هذا الحديث حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال : ( اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به ، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به ) (3) , و حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها و اسألوا الله خيرها و استعيذوا بالله من شرها ) (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة يونس 22
(2) حديث صحيح صححه الألباني وغيره وانظر صحيح الجامع 3564 وغيره من كتب الشيخ
(3) رواه مسلم(مختصر مسلم 449) وانظر صحيح الجامع 4753
873 مشاهدة